اطلب الخدمة
معاملات الصدق والثبات [أنواعها والعلاقة بينها]
مقدمة عن معاملات الصدق والثبات :
تنبثق معاملات الصدق والثبات من وظيفة التأكيد على صحة المعلومات، حيث يهتم كل شخص بأن تكون المعلومة التي وصلته صحيحة ولا خطأ فيها سواء في مضمونها أو تكوينها ولغتها، و كذلك يهتم جمهور الباحثين في إخراج مضامينهم على قدر كبير من الكفاءة والجودة، إذاً تأتي معاملات الصدق والثبات كمحددات لإثبات جودة وصحة مضمون البحث، ولكن يظل المفهوم والمحددات المرتبطة بهذه المعاملات غير مفهوم لدى كثير من المبتدئين وهذا ما سنزيل عنه الغموض في هذا المقال.
• مفهوم معامل الصدق
يقصد بمعامل الصدق في البحوث العلمية هي تمكن الأدوات المستخدمة في جمع المعلومات من قياس الغرض والهدف المراد قياسه، وللحكم على مدى صدق البحث العلمي من عدمه فذلك يستدعي الباحث أن يستوفي الشروط والمعايير التي تحكم بمصداقيه بحثه العلمي وعلى أقل تقدير في ذلك أن يثبت صدق المحكمين لبحثه، وذلك باعتبار أن المحكم هو متخصص في مجاله بحيث يمكنه أن يحكم على أداة البحث العلمي وأنها قامت بقياس الهدف الذي استخدمت لقياسه. كما أن لمعامل صدق البحث العلمي أنواع منها:
- صدق المفهوم: وتختص بالسياق المفاهيمي، وقدرة الأداة على قياس مفهوم وأبعاد سمة معينة.
- الصدق العاملي: وهو أن جميع الأجزاء الثانوية لكل سمة في مجموعها تؤدي لقياس السمة ذاتها.
- صدق المحك: وهو مدى ارتباط درجات أداة القياس مع متغير آخر خارجي مستقل يختص بقياس السمة بشكل مباشر.
• مفهوم معامل الثبات
الثبات يعني الدقة والتحديد والوضوح في القياس، فإن المقصود بمعامل الثبات أنه إذا أعيد أو كرر استخدام أداة البحث العلمي في نفس الظروف التي استخدمت فيها سابقاً فإنها تعطي نتائجاً ثابتة للبحث العلمي، ويصنف الثبات على أنه معامل ارتباط، ويختص بمدى ارتباط نتائج القياس المتكررة. وهنا مجموعة من الخصائص لمعامل الثبات:
- معامل الثبات= الدرجات الحقيقية التي يتم رصدها لأداة البحث/ الدرجات الملحوظة أثناء استخدام الأداة.
- تنحصر قيمة معامل الثبات تقع ما بين قيمتي 0 و1.
- هناك علاقة عكسية بين مستوى معامل الثبات والأخطاء المحتملة للأداة، وهذا يعني أنه عند ارتفاع معامل الثبات تقل وتنخفض احتمالية الأخطاء.
• المعايير التي يعتمد عليها معامل الثبات
- حجم الاختبار: كلما زاد طول الاختبار ارتفع معامل الثبات.
- توافق المجموعات وتجانسها: يرتفع معامل الثبات عند تعامله مع مجموعات غير متجانسة.
- الفترة الزمنية للاختبار: يرتفع معامل الثبات كلما زاد زمن الاختبار ويثبت عند حد معين.
- مستوى قدرات المفحوصين: القدرات العقلية للأشخاص الذين يتم إجراء الاختبار عليهم تختلف من فرد لآخر، وبالتالي فإن معامل الثبات يختلف تبعاً لقدرات المبحوثين.
- التأويل أو التوقع: مدى توقع أو تخمين عينة الاختبار للإجابات تختلف من فرد لآخر وتختلف عند تكرار الاختبار أيضاً، وهذا يسبب اختلافاً وفروقاً في معامل الثبات، فالتخمين والتأويل والتوقع لا يمكن أن يتضمن ذات الإجابة لبند معين في عدة مرات.
- الأسلوب الخاص المستخدم في تقدير معامل الثبات.
- طبيعة المتغير المقاس، فيختلف معامل الثبات تبعاً للمتغير.
- الظروف البيئية المحيطة عند تطبيق الاختبار: اختلاف الظروف يؤثر على معامل الثبات.
• الحد الأدنى لمعامل الثبات
يشعر الباحث بالحيرة ما إذا كان استوفى الشروط المتعلقة بمعامل الثبات وما إذا كان وصل مستوى معامل الثبات المقبول، لذلك قام المختصين بمساعدة الباحث في الحصول على إجابات للأسئلة التي تحيره بخصوص معامل الثبات وذلك بوضع حد أدني لمعامل الثبات وهو:
- الأمر يتعلق بالصفة المراد قياسها وعلى طبيعة استخدام النتائج المترتبة.
- مستوى ومقدار خطأ القياس التي يمكن للباحث أن يستدركه عند تطبيق الاختبار المقترح.
من خلال إيجاد قيمة معامل الثبات بتطبيق الاختبار على عدد من الأفراد ومن ثم تطبيقه مرة أخرى على ذات الأفراد بعد انقضاء مدة زمنية ومن ثم إيجاد قيمة معامل ارتباط بيرسون.
هذه الطريقة تتوافق وتتناسب بشكل أكبر لحساب معامل الثبات للاختبارات التحصيلية وتتم من خلال إعداد صورتين متكافئتين لنفس الاختبار المراد معرفة وقياس ثباته، أن تكون الصورتين متطابقتين قلباً وقالباً من خلال التساوي في درجة الصعوبة وعدد البنود فيهما وأن يكون لهما نفس الهيئة العامة.
-
طريقة التنصيف وهي ما تدعى التجزئة النصفية:
ويتم فيها حساب معامل الثبات بعدة أشكال مختلفة تتوافق مع طبيعة الاختبار وهي:
- تتم هذه الطريقة من خلال اقتطاع الاختبار لجزأين، ومن ثم حساب قيمة معامل الثبات والارتباط.
- يتم تجزئة علامة كل شخص في عينة الدراسة إلى قسمين كلٌ على حدا دون وجود اختلاف وفرق زمني بينهما.
- تتم تجزئة الاختبار بعدة طرق منها: التجزئة النصفية، الاقتطاع الجزيئي، الاقتطاع الفردي والزوجي.
-
طريقة كرونباخ والمعادلات المنبتقة عنها:
يتم إيجاد قيمة معامل الثبات من معاملات كرونباخ على جميع البنود التي يتكون منها الاختبار، تستخدم هذه الطريقة بكثرة في الأسئلة ذات الطبع المقالي أو الموضوعي.
-
التوافق الداخلي/ الاتساق الداخلي
أن يتم إجراء معامل الارتباط بين نصفي الاختبار والتأكد من تجانسهما، وهذه الطريقة لا تناسب اختبارات السرعة.
يستخدم في جمع أنواع البنود الموضوعية، وهذه الطريقة تعتمد على نسبة الإجابات الصحيحة وغير الصحيحة لكل بند من بنود الاختبار.
وهذه الطريقة تعتمد على تماثل وتساوي مقدار صعوبة الفقرات للاختبار.
-
ثبات الاتفاق بين المحكمين
تعتمد هذه الطريقة على إيجاد قيمة معامل الارتباط بين قرار تقييم محكمين مختلفين أو مستوى ومقدار اتفاق ملاحظين لأدوات الدراسة (معامل كابا).
من الأمور التي تقابل كل من يسعى لإعداد بحث علمي مميز ليحصد النتائج المرجوة منه معاملات الصِدق والثَبات، فالباحث يبذل جهد كبير في جمع المعلومات والحصول على أكبر قدر من المعرفة، ومن ثم يسعى لتطبيق ما يحصل عليه من معلومات على عينة اختباره، وأخيراً عرض النتائج التي يحصل عليها.
ولإثبات شفافيته ومصداقيته عند إجراء اختبار عينة البحث يستعين بمعاملات الصدق والثبات، وبذلك فإن معاملات الصدق والثبات تأخذ حيز كبير من اهتمام وجهد الباحث عند قيامه بإعداد البحث العلمي الخاص به، وعند جمعه للمعلومات التي يريد تدوينها فيه، فهي أمور ضرورية عند تقييم جودة العمل البحثي.
ولذلك على الباحث أن يدرك ماهية معاملات الصدق والثبات في البحوث العلمية وكيفية تحكيمها والوصول من خلالها لأفضل نتيجة للبحث العلمي الخاص به، وماهية العلاقة التي تربط بين معاملات الصدق والثبات، وماهية المعايير التي تحكم معاملات الثبات والصدق، وأنواع معاملات الصدق والثبات.
ويمكن للباحث أن يميز بين الصدق والثبات من خلال توضيح العلاقة بينهما وهي كالتالي:
- الصدق أعم وأشمل مقارنةً مع الثبات.
- الثبات أحد تكوينات من الصدق وشكل من أشكاله.
- كون الاختبار ثابت لا يحقق صدقه.
- إذا كان الاختبار صادق فبكل تأكيد هو ثابت.
بماذا تفيدنا هذه المعاملات؟
الإجابة على هذا السؤال ذكرناها في ثنايا الفقرات السابقة في العديد من المواضع. حيث أن فوائد معاملات الصدق والثبات كبيرة وعلى قدر من الأهمية، ومنها:
- قلنا أن معاملات الصدق والثبات تأتي كطريقة للتأكد من صحة المعلومات في البحث. وهذا يعني أنها ضمانة لعدم وجود الأخطاء في المضمون المعلوماتي داخل البحث.
- عندما تكون هذه المعاملات ذات نتائج ايجابية، فإن هذا يعود بالنفع على البحث أولاً حيث سيزيد من قوته، و كذلك على الباحث الذي سكيب ثقة أكبر من قبل القراء، و كذلك القراء أنفسهم سيصبح لديهم راحة وتقبل للمعلومات الموجودة في البحث، بل إن جمهور الباحثين يمكنهم القيام بالاقتباس من البحث بأريحية كونهم ضمنوا إلى حد ما صحة المعلومات الموجودة في هذا البحث.
- الفرضيات الخاصة بالبحث، يتم التطرق إليها في فحص هذه المعاملات. و بالتالي يصبح التعليق على هذه الفرضيات أكثر سهولة كونها تتكشف العديد من حقائقها أثناء اجراء العمليات الخاصة بهاذان بالمعاملين.
- من الفوائد أيضاً أنها معاملات تستخدم للتأكيد وللمراجعة في نفس الوقت، بمعنى أنها تتيح فرصة للباحث لمراجعة المعلومات قبل تسليمها، وهذا يفيده جداً أمام لجنة التحكيم.
- النتائج يتم ادخالها في اكتشاف هذه المعاملات، و بالتالي يتم التأكد من النتائج مع كمال المحددات البحثية التي وصلت إليها مثل عملية التحليل الإحصائي والعينة وأدوات الدراسة والمناهج الدراسية وغيرها.
- من الفوائد أيضاً أن إثبات الصدق والثبات يعني إثبات صلاحية البحث لأن يكون مرجع معتمد يمكنه تقديم معلومات لجمهور الباحثين.
هل يمكن أن تخطئ نتائج الصدق والثبات ؟
تحدثنا أن هذه المعاملات تكون عبارة عن وسائل لإثبات صحة المعلومات في البحث. ويأتي السؤال هنا كيف يمكن اثبات صحة نتائج الصدق والثبات نفسها، وهذا ما نجيب عليه في سياق النقاط التالية:
- لابد أولاً من تكرار تنفيذ هذه العاملات للتأكد من أن نتائجها متشابهة في كافة المرات.
- يمكن القيام بعملية مراجع للمدخلات الخاصة بالصدق والثبات ومن ثم عكسها علة ما هو موجود في البحث مع تبديل بعض معلومات البحث والنظر في مخرجات هذه المعاملات للتأكد من أنها تعمل وفق الضوابط البحثية الصحيحة.
- أما عن وجود طريقة مباشرة للتأكد من صحة مخرجات هذه المعاملات. فهذا الأمر غير موجود، كونها في الأساس محددات للتأكيد على صحة معلومات البحث.
ما يتم فحصه في هذه المعاملات:
يتم فحص بعض المحددات الأساسية للتأكد من صحة المعلومات وفقاً لهذين المعاملين. وتعتبر هذه المحددات من الأساسيات التي يقوم عليها مجمل مضمون البحث العلمي، وفيما يلي من طرح نوضح هذا المقصد:
أولاً: يتم فحص الترابط المنطقي بين المعلومات وذلك من خلال ربط الشواهد والاثباتات الموجودة في سياق البحث كلها ببعضها البعض.
ثانياً: من أهم المحددات التي يتم فحصها هي الفرضيات حيث لابد من عرضها على المعلومات الموجودة في البحث أولاً، ومن ثم عرضها على المنطق العقلي، و كذلك يتم فحصها بربط كافة الفرضيات بعضها ببعض إذا أمكن ذلك، ويعتبر فحص الفرضيات مهم إذ أن إيجابيته تدلل على ايجابية العديد من العناصر الأخرى حيث يبني الباحث الكثير من المعلومات وفقاً للفرضيات الموجودة.
ثالثاً: المتغيرات التابعة والمستقلة يتم فحصها من خلالها معرفة هل حقاً هناك علاقة بينها أم لا؟، وهل النتائج الخاصة بهذه العلاقة صحيحة أم لا.
رابعاً: العينة وأدوات الدراسة يتم فحصها من عدة زوايا أهمها ارتباط العينة وأدوات الدراسة بموضوع البحث. ومدى فائدة المعلومات التي تم تجميعها من العينة بالنسبة لموضوع البحث، وهل حقاً كانت أدوات الدراسة المستخدمة هي الأفضل؟.
خامساً: أهم شيء في الفحص المتعلق بالصدق والثبات هو قائمة النتائج، إذ يتم أخذ هذه القائمة نتيجة تلو الأخرى، ومن ثم فحص كل نتيجة على حدة للتأكد من صحتها.
لطلب المساعدة في إعداد رسائل ماجستير ودكتوراه يرجى التواصل مباشرة مع خدمة العملاء عبر الواتساب أو ارسال طلبك عبر الموقع حيث سيتم تصنيفه والرد عليه في أسرع وقت ممكن.
مع تحياتي: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي